بداية ما رايك فيما يحدث الان ؟
لا يوجد شخص راضى بما وصل اليه الموقف الحالى للبلاد فمنذ 25 يناير وحتى الان لم تهدئ البلد لحظة ولم نصدق ان نرى هذا الحلم ,الناس من جيلى كانت لديهم رؤية ان الوضع صعب ولن يحدث فيه انفراجة وان الشباب اصبحوا بعيدين عن الاهتمام بشئون بلدهم وتم تجريدهم من كل الفرص الحقيقية لينتموا الى هذا البلد سياسيا على الاقل بعد ان عمل السابقون على ابعادهم عن الحياة السياسية واذا فجأة تنطلق شرارة من صدور هؤلاء الشباب وصرخة تؤكد انهم غير راضيين بالوضع وفجأة تمردوا واشعلوا شرارة ثورة تبناها شعب باكمله بلا فضل لفئة عن الاخرى غير بالبداية لمطلق هذه الشرارة وهم الشباب الا ان الاكيد ان الشعب بالكامل كان فى حالة استياء وانهيار تام فى جميع مناحى الحياة الاجتماعية والسياسية والعلاقات بين الطبقات وسخط عام لانعدام الحرية والعدالة وحتى الكرامة .
وحين نجحت الثورة ارتفع سقف الاحلام والامانى الى درجة كبيرة ووسط اشادات العالم كله انتابنا احساس الزهو بالنفس لدرجة تخيلنا معها ان كل مشاكلنا انتهت لاننا قادرين على احداث التغيير وفى المقابل حجم ما تحقق من تغيير على ارض الواقع لا يتناسب مع حجم الامنيات والطموحات وبدأت مطالب فئوية واعتصامات انتقلت بغرابة شديدة الى صفوف النخبة والمثقفين وكل القوى المجتمعية نالها هذا الانقسام والخلاف مثل القضاة والمحامين والاطباء ومعلمين وطلبة واساتذة جامعة فالكل تناحر ودخل فى الخلاف الكل تخلى عن الاتحاد الذى كان فى الميدان لاسقاط النظام ورموز الفساد بمجرد خلو المشهد من هؤلاء الرموز وبدأ التفكير فى من ينال اكبر قدر من المميزات .
والاستفتاء على خمسة مواد اضيف له ثانى يوم العديد من المواد الاخرى فلماذا لما نقم بوضع دستور كامل؟ ,الاستفتاء منح ميزة لقوى داخل المجتمع لن يتنازلوا عنها فتضاربت المصالح حينما تم وضع بعض الشروط لتنظيم العملية الانتخابية وتفكك الائتلاف وعندما تم التفكير فى وضع وثيقة فوق دستورية لمنع اى جبهة من الاستئثار بالحكم وتضع ما تريد وتراه وحدها للمستقبل فالبرلمان القادم سيؤسس دولة ومرحلة مقبلة فعضو مجلس الشعل المقبل لن يكون عضو تقليدى لخدمة مصالح اهل الدائرة فقط ولكنه سيبنى اسس وقواعد لمرحلة مقبلة .
مراحل تسليم السلطة كان لها جدول معلن وتغير وبدأت عملية التخوين والتشكيك بين كل القوى واصبح المشهد شديد بين العديد من الجبهات المتعارضة والمختلفة واصبحت الصورة مبهمة فى العديد من الاشياء حيث تم حل الحزب الوطنى مع السماح لرجاله بخوض انتخابات مجلس الشعب على الرغم ان الحزب تم حله لافساد الحياة السياسية فهل كان الحزب عبارة عن جدران ومبانى ام عبارة عن اشخاص فكيف يتم السماح لهم بالترشح وعدم منعهم على الاقل لخمسة سنوات حتى ينظبط الامر لقد اصبحت الامور كلها متشابكة ومرتبكة فاذا وافقت على وثيقة السلمى سيبدى الاخوان والسلفيين اعتراضهم واذا تم الغائها ستغضب القوى العلمانية والليبرالية والحركات الحقوقية وسينزلوا الى الميدان .
وحين تنزل فئة الى الميدان تندس وسطهم مجموعة تحركهم بدون ان يشعروا وحينها يتطور الامر الى التعدى على ضابط والتعدى على معتصم بالميدان ليصبح الامر فى منتهى الخطورة وتتحول الى اشتباكات .
كيف ترى الاحتكاك الحالى بين قوات الشرطة والشعب ؟
عندما تسمع حديث الشباب يقولوا انهم لم يذهبوا الى وزارة الداخلية ولايريدون اقتحامها والدليل على ذلك ذهابهم فى اول يوم الى مبنى وزارة الداخلية والعودة مرة اخرى بشكل سلمى فهم يقولوا انهم لا يريدون اقتحامها وهو ما يؤدى الى غموض فى الموقف فكيف تحدث اشتباكات والمعتصمين ملتزمين بعيدا عن مبنى وزارة الداخلية واعضاء الشرطة متواجدين بالقرب من المبنى ,واصبحنا نقول ان هناك من يضرب فى الشرطة ويضرب فى المتظاهرين وانتشر حديث عن وجود قناصة على مبنى الجامعة الامريكية فلماذا لا يتم القبض عليهم والتعرف على انتمائهم , المشهد ملتبس جدا واتمنى عدم تصاعد الامور اكثر وهو امر تقع مسئوليته على كل القوى السياسية ,دعنى اتخيل وزراة من كل رموز الحركات السياسية التى تسعى للنزول فى الانتخابات وبعض الحقوقين والقانونين .. هل سيتمكنوا من اخلاء الميدان هل سيتمكن البرادعى والعوا وابو اسماعيل ونماذج من القضاة والحقوقين فهل سيتمكنوا من تشكيل وزارة والتعاون معا ؟ واذا شكلنا وزارة من هؤلاء هل سيرحل المعتصمين ؟.
واذا استمعنا للمطالبين برحيل المجلس العسكرى فهل سنختلف حول الاتفاق والمعارضة ونلجأ الى استفتاء حول الامر ونهدر المزيد من الوقت بدلا من السير على اجندة محددة كما طرحت بالامس ونوافق عليها حتى اذا اعترضنا على بعض النقاط حتى شهر يونيو فنجد ان مصر ستكون فى يد المدنيين ممن اختارهم الشعب فلماذا التعجل واعتبار ان ما لم يتحقق اليوم لن يتحقق غدا لماذا لا تكون الفترة الحالية بداية مرحلة وليست نهاية .
يجب على الجميع ان يضحى من ليبرالين ومتشددين وسلفيين و الشباب الثائر الذى يدفع وحده الثمن ليحصد الاخرون النتائج فيجب ان يضحى ويخرج من الميدان والاستعداد لمستقبل قادم لمصر من اجل تنظيم الصفوف والانضمام للحركات المثقفة وتكوين كتلة لتكن كتلة المستقبل لغد افضل ومستقبل افضل لمصر .
واذا تمسك المعتصمين بالتواجد فى الميدان ورفض كل شئ وكل الحلول والاصرار على موقفهم سنخسر كثيرا وستدخل البلاد فى نفق مظلم .
ما الفرق بين الثورة المصرية والثورة التونسية التى تبنى حاليا مستقبل لتونس؟
اقول منك لله يا سيادة المستشار طارق البشرى لان الامور بدات من عنده فخارطة الطريق والاستفتاء بدأ من اللجنة الخماسية التى شكلها المجلس العسكرى لتضع جدول زمنى واذا وضعت اللجنة خطة منطقية كما حدث فى تونس لما وصلنا الى هذا الحال الان ,الناس كانت تريد دستور ورئيس ومجالس نيابية , لست متعمق فى السياسة ولكن كنت ارى كمواطن ان الايفاء بالثلاثة بنود كانت ستجنبنا الكثير من المهاترات ولكن الوثيقة منحت مراكز قوى لبعض الكيانات لن تقبل هذه الخريطة الان والمجلس العسكرى سواء اتفقنا او اختلفنا معه اخطأ او لم يخطئ لكن لا يمكن ان نفرغ مصر من كل قواها فالداخلية غير موجودة وعدم وجود الجيش وضع خطير للغاية ويجب ان تبقى القوات المسلحة حتى تسلم السلطة بشكل امن فى المواعيد المتفق عليها بلا اى تعديلات على الاقل حتى يجد الشباب ما يصدقونه لان شبابنا مشكلته انه فاقد للثقة فى كل لناس فهو لم يجد قدوة او جهة لا تسعى لاستغلاله او اى دليل على سير الامور فى نطاقها الصحيح فى طريق الديموقراطية وهى مسئولية كل الناس بما فيها القوى السياسية وليس المسئولين بالدولة .
هل الشباب افتقد للثقة عقب حصد الاحزاب لنتائج الثورة ؟
لم يفتقدها ولكنه فاقدها بالفعل من قبل الثورة فالشباب لم يقم وحده بالثورة فله شركاء اخرين فالتيارات الدينية شاركت بثقلها وانجحت الثورة وكذلك الناس الذين التزموا فى البيوت وهم القوى الصامتة التى اطلقوا عليها الدكة .. هم لم يكونوا كذلك بل كان هناك عائلات بالكامل تصطحب اطفالها الى التحرير ولم يكن لهم رؤية سياسية بل لهم اوجاع مجتمعية واحلام عن كرامة وعزة ولقمة نظيفة ومن يطالب بمطالب فئوية عليه ان يدرك انها لن تتحقق فى الوقت الحالى بل ستتحقق حينما يتواجد الاستقرار بعد ان نعمل بجد وتتوافر الاموال سيتحقق كل ذلك .ما الفائدة من الطلب فقط فكيف سيلبى المسئولين هذه المطالب ومن اين ستتوافر الاموال ,يجب ان نتكاتف جميعا لان الدولية مسئوليتنا جميعا وليست مسئولية المسئولين فقط مصر قدمت ما عليها ولكن المصريين لم يفعلوا ذلك .
ما انطباعك حول بيان المشير بالامس ؟
البيان كان يحتوى على بعض ما يريده الناس ولكنه بدون تفاصيل فلقد قبل استقالة عصام شرف وسيتم تكوين وزارة توافقية وحكومة يطلق عليها حكومة انقاذ وطنى فلننتظر ونرى ما سيحدث ومن الاسماء المطروحة وهل سيقبلها الناس ام لا وما الجدول الموضوع لانتقال السلطة فلقد قال المشير ان يونيو سيشهد تولى رئيس للسلطة اذا هناك جدول زمنى فلنتعرف عليه .
ولماذا الناس لم تقتنع بما قاله وترحل ؟
لان البيان من غير تفاصيل ومن المحتمل ان يرتاح الناس اذا تم الافصاح عن التفاصيل ولكن كلما طالت فترة تواجد الشباب فى التحرير يرتفع سقف الطلبات باستمرار مع تزايد نزيف الدم واذا توقفت افكارنا حول تغيير المسئولين فلن نحقق شئ والخطورة الان ان الموقف منعكس فالجيش منع نزيف الدم فى يناير الماضى ووقف بجانب الشعب ويجب ان يستمر هذا الوضع حتى لو فى اخطاء مرحلية فيجب التغاضى عنها مرحليا حتى نصل اولا الى تكوين دستور جديد ورئيس منتخب فهذه هى الامال الرئيسية والتى يجب ان نسعى لتحقيقها اولا وليس السعى وراء الانتقام والرغبة فى الثأر فهذا سيحطمنا ,ما يحدث فى الشارع المصرى هو رد فعل اناس خائفين سواء المسجونين او من حقق ثروات من فساد هؤلاء يخافون على مصالحهم ولذلك سيظل الشارع فى غليان فدعونا ننتقل الى دولة مدنية دولة تبنى مؤسسات دستورية سليمة ثم نبحث عن معاقبة الجانى ونلتفت الى الحساب فهو لا يسقط خاصة فى الجرائم التى بها دم ولكن لا يجب ان ننشغل به حاليا .
ما السبب فى توتر العلاقة بين الشعب والحيش ؟
هناك من ينبش فى هذه العلاقة لان من مصلحته تعطل احوال البلاد كما قلت بالاضافة الى البطئ فى بعض القرارات الحالية بالاضافة الى بعض القوى التى حققت بعض المكاسب والتى تضغط للمزيد وتحرك اتباعها فالشارع مقسوم الى اثنين جزء يحركه الاخرون وجزء لا يدرك الامر ونزل الى الميدان بنية سليمة فهناك شباب برئ يدفع الثمن فهم يعرضون انفسهم للخطورة بدون مطالب شخصية ويجب ان ينتهى هذا الوضع ومن حق الشرطة والجيش حماية منشات الدولة ولكن مشاهد الضرب ليست مقبولة فهى ليست طريقة لفض اعتصام بل اشياء تساعد على الاحتقان وتجعل الامور ثأر شخصى ولكن يجب ان نتجاوز جميعا هذه الامور وهذه المرحلة من اجل بناء مصر وتهيأة الاستقرار .
وانهى القيعى حديثه قائلا : باختصار يجب على الجميع التضحية واذا كنا بنحب مصر كلنا لازم نضحى ونتوقف عن اراقة الدماء بغض النظر عن الدستور اولا او ثانيا ووثيقة المبادئ فوق الدستورية لان الرئيس القادم يمكنه الغائها او تدعيمها ويجب ان نبعد عن اى شئ فنحن بحاجة الى قبول الامر الحالى وانتقال السلطة وفقا للجدول الزمنى الموضوع فى يونيو المقبل وان نبنى على ما قرره المجلس العسكرى بشئ من المصداقية وحينما نصل الى ما نريده ويصبح لدينا رئيس منتخب يطرح استفتاء وفقا لرؤيته المستقبلية مع التاكيد ان هناك تحقيق قادم فيمن اهدر دم الشباب المصرى وتعدى عليه بدون وجه حق ولكن هناك اولويات يجب ان نصل اليها اولا فالكل يجب ان يضحى بداية من القوى السياسية الطامعة فى مكاسب اخرى الى الفئات البسيطة من الشعب التى تشعر بالقهر يجب ان يدرك الجميع ان التوقيت الحالى ليس مناسب وسياتى توقيت اخر لتحقيق هذه المطالب فيجب ان نتقابل اولا فى نقطة تلاقى جميعا من اجل الهدف الاسمى .
|
0 comments:
Post a Comment