تحليل: الأهلي "أوبن بوفيه" في حي شعبي

أوبن بوفيه الأهلي - كرة القدم - الدوري المصري
سقط الأهلي في مباراته مع إنبي، خسر الأحمر في سباق دوري أبطال أفريقيا.. ما المشكلة؟.. ليس دفاعا عن الأهلي، ولا مدحا في الزمالك ولكننا نناقش أزمة بطل يهتز عرشه!

تعود الأحمر وجماهيره على الانتصارات بسبب ضعف الفريق الأخرى، هو ما جعلهم لا يتقبلون الخسارة، ويصبون ويلاتهم لمجرد التعثر، بل ويملئون الدنيا صياحا ونقدا وتهليلا لخسارة فريقهم.. وهنا تكمن المشكلة.

فلأن الزمالك تعود على الإخفاقات لم يتعلم من تعثره طوال السنوات الماضية، ولأن الأهلي لم يرى سوى الانتصارات، أصبح لا يبالي التعلم من الأخطاء ولا يشغل باله سوى الفوز والفوز فقط، والجماهير الحمراء أصبحت ترى أن الانتصار قاعدة لا يمكن استثنائها.

وهنا تكمن المشكلة، فالأهلي مقبل على خسارته الأولى من الزمالك في الدوري، وهذا قراءة في واقع الحال وليس تنجيما أو علم بالغيب، وسيكون رد الفعل عنيفا من الجماهير التي اعتادت التفوق الفني للأحمر على الأبيض في ظل غياب الفنيات عن الأبيض منذ سنوات.

فالزمالك كان إن يلعب بإدارة فنية جيدة فيفتقد الروح، وإن اكتسب الروح يفقد الفنيات، والرؤية، وإن تجمعت معه الإدارة الفنية والروح يفتقد اللاعبين، ولكن الزمالك الآن أصبح يملك الروح والرؤية الفنية، واللاعبين القادرين على تنفيذ هذه الرؤية في الملعب.

وجوزيه الذي طالما لم يجد من يقف في وجهه فنيا، والأهلي الذي لم يرى فريقا يملك لاعبين في حجم لاعبيه، أصبح له منافسا، يملك القدرة على المنافسة.

ليس هذا فقط، ولكن الإسماعيلي الذي طالما امتلك القدرات الهجومية، واللاعبين وحلاوة الأداء وافتقد روح الانتصارات، فحسام حسن سيضخ دم المنافسة للفريق الأصفر، فهو لا يحب الخسارة، وسيكون الإسماعيلي منافسا قادرا على إحراج الخصوم، وكذلك المصري لن يكون لقمة سائغة
معضلة كبرى

إذا الأهلي يواجه معضلة كبرى، فالدوري لن ينته بسهولة، والمشوار طويل وقد يتعرض الفريق لاهتزازات كبيرة، ورغم أن الدوري أمهله حتى الأسبوع السابع لمواجهة الإسماعيلي، وحتى الـ18 لمواجهة الزمالك إلا أن ذلك مثلما هو في صالحه لإصلاح الأخطاء فهو في صالح الزمالك والإسماعيلي للوصول إلى التجانس الكامل وقراءة شكل الأهلي في الموسم الجديد.

وإذا كانت ردة فعل الجماهير والإعلام بهذه القسوة على مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي، وعلى اللاعبين والإدارة لخسارة بطولة الكأس "الواقعة" من الموسم الماضي، والخروج من دوري أبطال أفريقيا أمام فرق تستحق الاحترام، فكيف سيكون الحال مع خسارة الأهلي الأولى في الدوري؟

ستطالب وقتها الجماهير برحيل مانويل جوزيه المدير الفني للفريق، وقد تحقق الإدارة مطلب الجماهير أمام تدني المستوى، وسينفرط عقد الفريق الأحمر وسيدخل في سنون عجاف إذا رحل جوزيه في منتصف الموسم، وسيدخل الأهلي في دوامة زيزو أم البدري، وتبدأ حملة البحث عن مدرب والتي غالبا ما تنتهي بكارثة تدريبية.

إذا الحل الأول بترك الأمور كما هي سيؤدي لرحيل جوزيه، ورحيل جوزيه سيؤدي لتفاقم أزمة الأحمر لا حلها!



سياسة الأوبن بوفيه

تراجع أداء الفريق الموسم الماضي أظهر أن الأهلي في حاجة إلى تدعيم لصفوفه بشكل عاجل وفوري، في أكثر من مركز وبناء عليه سعت إدارة الأهلي بجنون لدعم الفريق، وطبقت الطريقة المصرية المعروفة "أوبن بوفيه في حي شعبي"، حيث النهم لأكل كل الأطباق في وقت واحد وصناعة طبق على الشكل الهرمي يكفي 10 أفراد وليس فردا واحدا..

النتيجة المعروفة.. تلبك معوي.. أصبح الأهلي مصابا بتخمة في وسط الملعب، في حين تعجز الحلول الهجومية، ويقف الفريق مكتوف الأيدي أمام عقمه التهديفي، في ظل عدم وجود رأس حربة بالفريق سوى متعب ومحمد فضل، والأخير يعاني من حالة تعثر في قدميه ولا يمكن الاعتماد عليه نهائيا في الأهلي، إذا الأهلي يمتلك متعب وحيدا.

ومتعب ليس في أفضل حالاته، ولكن ماذا عن جونيور؟.. هو لاعب يصلح في الدوريات الخليجية، مع كامل احترامنا لها، فهو لاعب يجيد خلف رأسي الحربة، ويعيش على سقوط المهاجمين أمامه طواعية، ثقيل الوزن كثير الإصابات بطبيعة الحال نتيجة وزنه.

أما دومينيك، فهو أيضا مهاجم ثالث يلعب خلف رأس الحربة، وهو لاعب مزاجي يجيد وقتما يريد أن يجيد ويختفي وقتما يحلو له، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد عليه.

هذا طبعا بخلاف أسطول لاعبي الوسط الذي يبدأ ببركات وأبو تريكة وجدو مرورا بالسيد حمدي "المُهمل" ووليد سليمان وانتهاء بعبد الله السعيد.

والحسنة الوحيدة التي فعلها الأهلي كانت محمد نجيب ورامي ربيعة، والأخير تعرض لظلم كبير بسبب هدفه في مرمى فريقه أمام إنبي ولكنه لاعب ينتظره مستقبل رائع، والأول لاعب جيد يحتاج للوقت للانسجام والتعود على الجماهير.



جوزيه.. مورينيو

إذا حل دعم الفريق بلاعبين أفشلته الإدارة، أولا بتركها الحبل على الغارب للمدير الفني البرتغالي في التعاقد مع من يشاء، وهو حل أغرق مورينيو "ذا سبيشيال وان" في ريال مدريد، وفينغر في آرسنال، ويحتاج إلى عقلية جبارة وخبرة كبيرة جدا، مثل فيرغسون في مانشستر يونايتد، وجوزيه ليس السير ألكس، كما أنه لم يحذو حذوه في اكتشاف النجوم الشباب وصناعتهم بل حذا حذو مواطنه البرتغالي مورينيو في التعاقد مع الأسماء الرنانة والفشل في دمجها مع الفريق، وجلوس أغلب الصفقات على مقاعد البدلاء وبين الجماهير، فتراجعت النتائج وتسربت البطولات.

وإن لم تكن صفقات الأهلي بسبب جوزيه فهي بسبب جنون الدعاية، الذي أصاب الإدارة فأصبحت تتعاقد مع اللاعبين الذين سيجلبون الشهرة والإعلانات وليس اللاعبين الذين يدعمون الفريق.

ما الحل؟.. يبقى حل وحيد للأهلي للخروج من أزمته، وهذا الحل في يد الإدارة، وهو تحجيم صلاحيات مانويل جوزيه في التعاقدات، وعمل لجنة لدراسة التعاقدات "من أول وجديد" وإعادة هيكلة الصفقات في يناير مع تصعيد ناشئين في مركز رأس الحربة تحديدا، أو على الأقل إن لم تجد الإدارة مهاجمين في قطاع الناشئين فعليها التعاقد والبحث عن مهاجمين صغار السن في أندية الأقاليم، بطريقة الكشافة.
===================================
اكتب ايميلك و اشترك معنا ليصلك كل اخبار الاهلي الجديده:


Delivered by FeedBurner
Share on Google Plus

About osama sh

0 comments:

Post a Comment